الأحد، 5 مايو 2013

البطالة أسبابها وعلاجها من منظور التربية الاسلامية


المملكة العربية السعودية


وزارة التعليم العالي

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

كلية الدعوة وأصول الدين

قسم التربية

 

 

 

 

 

 

البطالة أسبابها وعلاجها من منظور التربية الاسلامية

 

 

اسم الطالب / عبدالرحيم عطيه السهلي

الرقم الجامعي / 317239760

اسم المقرر/ التربية ومشكلات المجتمع

 

 

 

مقدم لسعادة الدكتور/ عيد حجيج الجهني

 

العام الجامعي

( 1433هـ – 1434 هـ )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الإطار العام لخطة الدراسة
خطة البحث :
-        المقدمة .
-        مشكلة الدراسة .
-        أسئلة الدراسة .
-        أهمية الدراسة .
-        أهداف الدراسة .
-        حدود الدراسة .
-        مصطلحات الدراسة .
-          الدراسات السابقة .
 
 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


المستخلص

تهدف الدراسة إلى معرفة أسباب البطالة وطرق علاجها من منظور التربية الاسلاميةحيث استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي واشتملت الدراسة على مبحثين : المبحث الأول : مفهوم وأسباب البطالة .

المبحث الثاني : طرق علاج البطالة من منظور التربية الاسلامية .

وقد أظهرت الدراسة أن من أهم أسباب البطالة هي ارتفاع معدلات النمو السكاني ، تراجع معدلات النمو الاقتصادي  , ضعف مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل........

 

وكان من أهم نتائجها :

1-   إن الزكاة تشكل مصدراً من مصادر التمويل التي من الممكن أن تساهم في دعم وتمويل المشاريع الصغيرة.

2- إن المشروعات الصغيرة من أكثر الآليات التي تناسب خريجي الجامعات، والمعاهد، والأفراد الذين ليس لديهم مهنة للتقليل من نسبة البطالة بين صفوفهم.

3- تشجيع الإسلام لرجال الأعمال والمستثمرين على محاصرة البطالة من جميع جوانبها بأي أسلوب يرونه ملائماً يعمل على القضاء على البطالة.

4- محاربة الإسلام للاكتناز بالوسائل التي لها دور فعال في محاربة البطالة، حيث عمل على توجيه المدخرات إلى الاستثمار ومن ثم خلق فرص عمل للعاطلين عن العمل.

 

وأوصت الدراسة ضرورة قيام المؤسسات العامة والخاصة والأهلية بدورها تجاه العاطلين عن العمل وتشجيعهم بخلق فرصة عمل لهم, والعمل على إعطاء دورات تدريبية، وأن تكون هناك برامج للتدريب تهدف إلي خلق فرص عمل لمساعدة العاملين العاطلين عن العمل في أن يكونوا هم أصحاب المشاريع الصغيرة , و دعم  الشباب ومساعدتهم لخلق فرص عمل لهم من خلال تقديم أموال لهم لفتح مشاريع،عن طريق لجان الزكاة في المجتمع.

.

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين , والعاقبة للمتقين , ولا عدوان إلا على الظالمين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين , وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الكرام وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد:

فإن موضوع البطالة يعتبر من أهم المواضيع الاقتصادية والاجتماعية لأي  دولة ، ومن أكثرها خطورة ، فكلما زاد عدد العاطلين عن العمل ، زادت خسائر الاقتصاد الوطني   و كذلك كانت باباً رئيسياً ، ومعبراً خطيراً يعبر منه المتسولون ، وربما جرتهم البطالة للانحراف عن دين الله . واقتراف الرذائل ، وسلوك سبيل المجرمين ، والعبث بالأمن ، وانتهاك الحرمات ، والاعتداء على أملاك الناس بطرق غير مشروعة ..

ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى زيادة الضغوطات على القطاعات الإنتاجية والخدمية فيها؛ ولأن البطالة لها أضرار كبيرة ، ومفاسد خطيرة إذا لم يجد الفرد عملاً يغنيه فسوف يتجه إلى ما يضر غيره من أبناء مجتمعه.

ومع تفشي هذه الظاهرة في مختلف العصور والأوطان , وارتفاع نسبها في أكثر البلدان حتى المتقدمة إلا أن طريقة التعامل مع هذه الظاهرة أخذت أساليب مختلفة  وذلك بحسب التعامل معها من جميع  النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتربوية .

فمن هنا جاءت هذه الدراسة لتبين مفهوم البطالة وأهم مسبباتها وطرق علاجها من منظور التربية الاسلامية.

 

 

 

 

مشكلة الدراسة :            

تعتبر البطالة مشكلة عالمية في جميع الدول المتقدمة والنامية , ففي بلدان الوطن العربي تقدر نسبة البطالة  بين 17٪  إلى 23٪ وهي في ازدياد مستمر رغم الجهود الحكومية والشعبية  لمواجهتها والحد من مخاطرها([1]) .

فمثلاً نجد أن نسبة البطالة في المملكة العربية السعودية بين المواطنين السعوديين بلغت 9.1 ٪ للذكور 26.3٪ للإناث .

فمن هنا جاءت هذه الدراسة لتجيب على السؤال التالي :

  ما البطالة  ؟ ومامنهج التربية الاسلامية في علاجها ؟

أهمية الدراسة :

تنبع أهمية الدراسة من عدة أمور:

1-   تقديم العلاج الناجح لمشكلة البطالة من منظور إسلامي.

2-   تميّز وسبق منهج التربية الاسلامية في علاج مشكلة البطالة بأسلوب مهني فريد .

3-   تعد مشكلة البطالة من المشكلات المتعدي ضررها على جوانب الحياة الانسانية وكافة مجالاتها .

 

أسئلة الدراسة :

جاءت هذه الدراسة لتجيب عن الأسئلة التالية :

1-  مامفهوم البطالة وما أهم أسبابها ؟

2-  ما طرق علاج البطالة في التربية  الإسلامية ؟

 

 

 

أهداف الدراسة:

يسعى الباحث من خلال دراسته تحقيق الأهداف التالية :

1-  التعرف على مفهوم البطالة وأهم مسبباتها.
2-  التعرف على طرق علاج البطالة من منظور التربية الإسلامية .

 

حدود الدراسة :

تقتصر حدود هذه الدراسة على بيان مفهوم البطالة وأسبابها وطرق علاجها من منظور التربية الإسلامية .

 

مصطلحات الدراسة :

البطالة : هي الحالة التي يكون فيها الشخص قادراً على العمل وراغباً فيه , ولكن لا يجد العمل والأجر المناسبين([2]) .

 

التربية الاسلامية :

هي تنشئة إنسان مسلم من جميع النواحي ، في جميع مراحل نموه للحياة الدنيا والآخرة , في ضوء المبادئ والقيم وطرق التربية التي جاء بها الإسلام([3]) .

 

 

 

 

الدراسات السابقة :

1-   دراسة بعنوان (بطالة خريجي مؤسسات التعليم العالي السعوديين واقعها وأسبابها  وحلولها ) من إعداد الطالب/خالد بن رشيد النويصر لنيل درجة الدكتوراة في الإدارة والتخطيط التربوي في جامعة أم القرى 1420هـ وهدفت إلى التعرف إلى واقع بطالةخريجي مؤسسات التعليم العالي السعوديين واقعها وأسبابها والحلول وكان من أهم نتائجها أن من أبرز أسباب مشكلة البطالة هي إحجام القطاع الخاص عن توظيف الخريجين لارتفاع تكلفتهم الاقتصادية وإحجام البعض عن العمل فيه لعدم شعورهم  بالأمن الوظيفي .

 

2-  دراسة بعنوان ( واقع البطالة بين المراجعين والمراجعات لمكاتب التوظيف لوزارة الخدمة المدنية في الرياض وجدة والدمام- الأسباب والعلاج ) من إعداد الطالبة / ابتسام عبدالقادر استنبولي لنيل درجة الدكتوراة في الفلسفة والخدمة الاجتماعية من كلية الآداب , قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود 1424هـ وتهدف إلى التعرف على وضع البطالة بين المراجعين والمراجعات لمكاتب التوظيف التابعة لوزارة الخدمة المدنية في كل من الرياض وجدة والدمام ومعرفة الأسباب المؤدية لذلك مع تقديم بعض الحلول التي تهدف إلى مواجهة أسباب البطالة , ومعالجة إفرازات البطالة من وجهة نظر الخدمة الاجتماعية , وكان من أهم نتائجها أن من أبرز أسباب بطالة الخريجين هي مزاحمة العمالة الوافدة للعمالة الوطنية في سوق العمل , وعدم ملائمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل .

 

وجاءت هذه الدراسة للوقوف على أسباب البطالة وعلاجها من منظور التربية الاسلامية.

 

 

منهج الدراسة :

في ضوء طبيعة الدراسة وأهدافها  فقد تم اعتماد المنهج الوصفي التحليلي الذي عن طريقه يمكن معالجة مثل هذه الدراسات النظرية .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الأول : مفهوم البطالة

 

البطالة مشكلة اقتصادية واجتماعية وإنسانية ذات خطر , فإن لم تجد العلاج تفاقم خطرها على الفرد وعلى الأسرة وعلى المجتمع ([4]) وأيما مجتمع تكثر فيه البطالة ويزداد فيه العاطلون, وتنضب فيه فرص العمل , فإن ذلك يفتح أبواباً من الخطر على مصراعيها , فعدم توفر العمل يولد سخطاً عاماً يشمل كل من بيده الأمر قرب أو بعد , فإن النا س يحركهم الفقر والجوع والعوز , ويسكتهم المال , لذلك قال رسول الله صلى الله  عليه وسلم للأنصار يوم حنين : ( فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر أتألفهم , أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال , وترجعون إلى رحالكم برسول الله )([5])

 

تعريف البطالة :

البطالة في اللغة : من بطل يبطل بطلاناً : أي ذهب ضياعاً وخسراً فهو باطل , والتبطل فعل البطالة , وهو اتباع اللهو والجهالة , وبطل الأجير – بالفتح – يبطل بطالة وبطالة : أي تعطل فهو بطال , والبطَّال الذي لايجد عملاً ([6]).

 

البطالة في الاصطلاح :

تعرف البطالة بأنها : "الحالة التي يكون فيها الشخص قادراً على العمل وراغباً فيه ، ولكن لا يجد العمل ، والأجر المناسبين "([7]).

       

 وعرفت منظمة العمل الدولية البطالة بأنها : "لفظ يشمل كل الأشخاص العاطلين عن العمل رغم استعدادهم له ، وقيامهم بالبحث عنه بأجر ، أو لحسابهم الخاص ، وقد بلغوا من السن ما يؤهلهم للكسب والإنتاج ". ([8])

 

 

 

أسباب البطالة

تعتبر مشكلة البطالة من المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول العالم باختلاف مستوياتها ولاشك أن وراء ذلك أسباب أدت إلى ظهور وتفاقم هذه المشكلة وتتنوع هذه الأسباب بين اقتصادية واجتماعية مما ترتب على ذلك عدم القدرة على توفير فرص العمل الكافية للراغبين به ومن أبرز هذه الأسباب([9]) :

 

1- ارتفاع معدلات النمو السكاني :

تعاني معظم الدول من ارتفاع معدلات النمو السكاني التي تفوق معدلات النمو الاقتصادي  مما أدى إلى عدم المقدرة على تأمين فرص عمل كافية لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل , ومن المعروف في الدول النامية أن حوالي 90٪ من الزيادة الحاصلة في القوى العاملة تعود للزيادة في عدد السكان , ومن المعلوم أن معدلات النمو العالية للسكان ليست مشكلة في حد ذاتها إذا ما صاحبتها معدلات نمو اقتصادية مرتفعة , لكن ما تعانيه الدول العربية هو أن معدلات النمو السكاني لديها في الغالب تفوق معدلات النمو الاقتصادي ([10]).

2- تراجع معدلات النمو الاقتصادي :

من الأسباب الجوهرية للبطالة تراجع معدلات النمو الاقتصادي إلى مستويات دون معدلات نمو السكان ونمو قوة العمل , فعلى سبيل المثال نجد أن الانخفاض الحاصل في أسعار النفط في المنطقة العربية منذ مطلع الثمانينات كان له الأثر الأكبر في تراجع معدلات النمو الاقتصادي خاصة في البلدان المنتجة للنفط , مما ترتب على ذلك انخفاض الطلب على العمالة , وعدم توفر فرص عمل جديدة , فضلاً عن الاستغناء عن جزء من العمالة مما رفع نسبة البطالة , وأضعف من اقتصاد المنطقة في تلك الفترة .([11])

 

3- ضعف مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل :

لا تزال الأنظمة التعليمية في الدول العربية تخرج أعداد متزايدة من الطلبة في تخصصات لا يوجد لها طلب كاف في السوق المحلية , إضافة إلى أن خريجي التخصصات المرغوب فيها يفتقد معظمهم المهارات اللازمة لسوق العمل.([12])

ذلك أن عملية التعليم تمتد لسنوات طويلة , وتتطلب أعباء متنوعة ,وتكاليف كثيرة يتحملها الفرد والمجتمع خلال تلك الفترة , وهذه التكاليف يبررها العائد الخاص من وجهة نظر الفرد ,الذي يتمثل في الحصول على فرص أفضل للتوظيف والأجر الاعلى , وكذلك العائد الاجتماعي من وجهة نظر المجتمع ,ويتمثل في الارتفاع بإنتاجية العمالة المؤهلة ككل , وتوفير المهارات المطلوبة بدلا من استيرادها .  

غير أن غياب التنسيق بين سياستي التعليم واحتياجات المجتمع في هذه الدول من ناحية, وإلى غلبة الناحية النظرية في التعليم من ناحية أخرى , مما يؤدي بالخريج إلى أمرين:

أما أن يقبل العمل في في مجالات بعيدة عن تخصصه , أو أن يبقى عاطلاً , وهذا يعني انخفاض إنتاجيته أو انعدامها , وبالتالي ضياع الموارد التي خصصت لتعليمه  , ومن ثم اختفاء مبررات تحمل تكاليف العملية التعليمية من قبل الفرد والمجتمع .([13])

ويضاف إلى ذلك فشل النظام التعليمي والتدريبي في الدول العربية وخاصة العالي منه في غرس مهارات المبادرة والابتكار , وتعميق التوجهات الإبداعية لدى الخريجين , وتنمية الميل لديهم نحو العمل , والمبادرة الفردية لإقامة مشروعات خاصة بهم بدل انتظارهم دون عمل لحين الحصول على وظيفة .([14])   

 

4-   قلة التوظيف وإيجاد فرص العمل في القطاع الخاص :

إن عدم تحمل أصحاب العمل ورجال الأعمال والقطاع الخاص مسؤوليتهم كاملة , أو تباطؤهم في توليد فرص العمل من خلال المشاريع الانتاجية القادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الخريجين والباحثين عن العمل ضاعف من أعداد البطالة , وساعد على عزوف الشباب عن العمل في القطاع الخاص.([15])

 

5- التراجع في قدرة القطاع العام على التوظيف :

كان القطاع الحكومي في الدول العربية وحتى وقت ليس بالبعيد هو الموظف الأكبر لقوى العمل خاصة المتعلمة منها , لكنه في السنوات الأخيرة وبالذات منذ الثمانية من القرن الميلادي المنصرم شهدت هذه الدول تراجعا كبيرا في معدلات نموها الاقتصادي , مما جعلها تدخل في أزمات اقتصادية دفعتها للاقتراض وتبني نهج الإصلاح الاقتصادي ,والتوجه إلى القطاع الخاص للمشاركة في مسيرة التنمية بشكل فعال , إذ لم تعد الحكومات أو قطاعها العام قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من العاملين مثلما كان الحال عليه في الماضي القريب([16]) .

ولعل اتباع سياسة تباطؤ تعيين الخريجين ابتداء عن طريق إطالة فترة انتظار التعيين , مما ترتب عليه ارتفاع معدلات البطالة فيما بين شباب المتعلمين .

كما أن تطبيق سياسة مجانية التعليم لم يقدم حلاً حقيقاً لمشكلة البطالة , إلا أنه قد أدى إلى تغيير شكل المشكلة , لتظهر صورة بطالة المتعلمين بدلاً من بطالة الأميين ([17]).

 

6-  الإقبال المتزايد من الإناث على المشاركة في قوة العمل :

المرأة نصف المجتمع , والاستفادة من طاقتها ضرورة ملحة , فالتنمية الشاملة تتطلب المشاركة الفعلية للمرأة في مختلف المجالات , وذلك ليس مجرد حق لها فقط بقدر ما هو واجب على المجتمع حتى تتمكن من تأدية دورها كاملا في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية , وبما يتفق مع طبيعتها وواجباتها الأسرية وبما لا يتعارض مع تعاليم دينها أولاً وأخيراً , وإن كان بعض النساء يبحثن عن عمل بشتى الطرق دون جدوى , والبعض الآخر يجدن في البيت الحصن الأمين لهن , فإننا نشهد في العقدين الماضيين في معظم الدول العربية زيادة ملحوظة من قبل الإناث على المشاركة في قوة العمل , وذلك رغبة منهن في المساعدة , وتحمل أعباء الأسرة خاصة في ظل ارتفاع نفقات المعيشة , وزيادات حالات الطلاق , فتكون المرأة أحياناً هي العائل الوحيد لهذه الأسرة , مما أسهم في جعل معدل الزيادة في قوة العمل يزيد على معدل نمو السكان الطبيعي , مما حدا ببعض الدول إلى إنشاء مجلس قومي للمرأة لرعاية شؤونها والاهتمام بها([18]).

إلا أن الأولى للمرأة رعاية زوجها وطاعته والتفرغ لشؤون بيتها وعدم الخوض في مع ميادين العمل إلا لحاجة , فتعمل بما يختص به النساء مثل أن تعمل في تعليم البنات سواء كان ذلك عملاً إدارياً أو فنياً , أو تعمل في بيتها في خياطة ثياب النساء وما أشبه ذلك([19]) .       

 

 

7-  العمال الوافدين :

ترجع البطالة في قوى العمل المحلية في بعض الدول العربية وعلى الأخص في دول الخليج إلى إتباعها سياسة الباب المفتوح أمام العمال الوافدين , والتي نتج عنها تدفق أعداد كبيرة من العمال الوافدين عليها , ففي المملكة العربية السعودية تزايد عدد الوافدين خلال الفترة( 1413ه – 1420 ه)  إلى نحو 974.7 ألف عامل أي بمعدل زيادة يصل إلى أكثر من 32٪  , وعلى الرغم من تركز نسبة كبيرة من هذه العمالة في النشاطات التي لاتجد إقبالاً من العمال المحليين إلا أن جزءاً منها يعمل في مجالات تقبل بها العمالة المحلية خاصة في قطاع الخدمة الذي يفضل أرباب العمل فيه تشغيل العمال الوافدين لإمكانية تشغيلهم بساعات عمل أطول وبأجور أقل وبظروف عمل غير مناسبة وبالتالي فإن المنافسة الحرة في سوق العمل لتلك الدول بين العمالة المحلية والعمالة الوافدة غير متوفرة .

 

 

8- النظرة الدونية لبعض المهن :

أن ميزان القيم الاجتماعية السائد يفضل العمل الحكومي على المهني ولا زال لبعض العادات والتقاليد التي تزدري أو تحقير ممارسة بعض الحرف اليدوية مثل : الحدادة والحلاقة , والسمكرة , والسباكة , سلطان قوي على شريحة من أبناء منطقة الخليج العربي وبعض الدول العربية , مما يجعلهم يفضلون البطالة على مزاولة مثل هذه الحرف([20]) ولا شك أن هذا السبب هو من أهم الاسباب التي يجب معالجتها لأنه معالجته يعني تغيير فكر وهو أمر صعب .

 

9-   دخول التكنولوجيا الحديثة :

كان لدخول التكنولوجيا الحديثة خاصة في بعض المجالات كالزراعة سبباً في زيادة نسبة البطالة في بعض الدول العربية , إذ أن هذه التكنولوجيا تعتمد على تكثيف رأس المال بدلاً من تكثيف قوة العمل فزيادة المكائن الزراعية مثلاً أدت إلى وجود فائض من العمالة في ميدان الزراعة وكذلك الحال في مجال الصناعة من تغليف وتعليب وتعقيم ومع قدرة القطاع الصناعي البطئ النمو على استيعابه ظهرت البطالة  و مما يذكر في ذلك ما قامت به أحد الجماعات في انجلترا في القرن التاسع عشر داخل أحد المصانع وقامت بتحطيم الآلات احتجاجاً على ما سببته التقنيات الحديثة من تقليص فرص العمل المتاحة أمام الشباب آنذاك , واعتبر هؤلاء الثائرين أن التكنولوجيا الحديثة كانت المسؤول الأول عن زيادة البطالة في المجتمع([21]) .

ويمكن الجزم بأن التقدم التكنولوجي كان سبباً في البطالة وهو الآن ربما سبباً في إيجاد وتوفير العمل المناسب بل ولاغنى للإنسان عنه , وذلك من خلال تيسير البحث عن فرص العمل عن طريق الانترنت , وهو بلا شك نوع من التكنولوجيا المستحدثة .

 

10-           قلة الاهتمام بالبحث العلمي :

إن عدم استخدام الطرق الحديثة في الإنتاج يؤدي إلى استمرار استخدام طرق الإنتاج التقليدية , وهي تنتج سلعا لا تتواءم مع السوق العالمي , مما يضعف القدرة التصديرية للاقتصاد , ولاشك في أن التقاعس عن استخدام طرق الإنتاجية , مما يخلق نوعا من الضآلة في التدفقات الاستثمارية الخارجية , وهذا يؤثر سلبا بدوره في كل من مستويى الدخل والعمالة ([22]).

فالعناية بالبحوث العلمية التي تدرس سوق العمل , وتبين فرص العمل المتوفرة من خلال مراجعة سياسات الدول وخططها الاستراتيجية يفتح الباب أمام العاطلين للاستعداد والتهيؤ لفرص العمل القادم فيتجهزوا بالخبرات والشهادات اللازمة لدخول في سوق العمل , والحصول على الوظيفة التى ترضي طموحاتهم .

11-     قصور تخطيط القوة العاملة :

يترتب على عدم الاستغلال الأمثل والتوزيع المناسب للطاقات البشرية – حيث لا يوضع الانسان المناسب في المكان المناسب – وجود أعداد كبيرة في بعض التخصصات تعاني من البطالة , هذا في الوقت الذي يعاني المجتمع نقصا شديدا في تخصصات أخرى . يضاف الى ذلك أنة في ظل الغياب إستراتيجية واضحة للتعيين , وفي ظل عدم وجود التنسيق الكافي بين سياستي التعليم والتوظف تترك قضية التشغيل والتوزيع لعشوائية الأحوال والظروف , مما يسهم في زيادة البطالة ومعدلاتها([23]) .

ومما سبق تتضح أهمية تخطيط القوى العاملة , حيث تقدر الأعداد المطلوبة من العمالة في مختلف المجالات , والقدر المتوفر منها في المجتمع , والتعرف على الفجوات فيما بين المطلوب والمتوفر , والعمل على مواجهتها من خلال توجيه أجهزة التعليم والتدريب في المجتمع , أو من خلال العمل على تغيير بعض الأساليب الانتاجية , وبالتالي يمكن القضاء على ظاهرة قصور النتسيق بين أعداد الخريجين من ناحية , واحتياجات أسواق العمل سواء الداخلية او الخارجية , من ناحية أخرى . ولاشك أن وجود التخطيط السليم للقوى العاملة يحد من البطالة  - خاصة بين المتعلمين – ويضمن توجيه العمالة إلى القطاعات التي تكون في أمس الحاجة إليها([24]) .

وكل ذلك نتيجة لاعتماد الدولة على تطبيق سياسة اقتصادية لاتتفق مع طبيعتها مما يعمق من جذور المشكلة , إذ أن بعض الدول النامية التي تحاول النهوض من أزمتها تحاول أن تركب التطورات النظرية في الاقتصاد التي اهتمت أساساً بأوضاع اقتصاد الدول الصناعية الكبرى , ممايجعلها قاصرة يشكل واضح عن معالجة وافية لتطور اقتصاد الدول النامية ([25]).  

    

12-          ضعف التشجيع والتحفيز على الانتاج والصناعة :

إن غياب الإجراءات المالية والضريبية الإعانات المالية المشجعة لحفز الإنتاج والإنتاجية , وعدم كفاية تشجيع الصناعات التي تسهم في استحداث فرص عمل جديدة إضافية لهو سبب من أسباب البطالة , فالقطاع الخاص عندما يقوم بتوظيف عدد أكبر من العاملين , ويأمن لهم الأجر المناسب , مما يحقق مصالح مشتركة لكل الطرفين , ويساعد على تقليل طلب العمل جدير بأن يكرم ويشجع ويحفز , بل ويظهر حتى يكون قدوة لغيرة من التجار والمستثمرين , ويشخعه لفتح المزيد من المشاريع والصناعات التي تستقطب أعداد أكبر من العاملين .

 

13-                    ضعف البيانات المتوافرة عن سوق العمل :

تعاني جميع الدول العربية من عدم توافر قاعدة بيانات متكاملة دقيقة حول القوى العاملة وتوزيعها على القطاعات الاقتصادية المختلفة , وعن فرص العمل المتاحة وعن الراغبين في العمل ومؤهلاتهم وخبراتهم , فغياب مثل تلك القاعدة جعل السياسات والخطط المطروحة في تلك الدول لمعالجة البطالة قاصرة .   

 

 

 

المبحث الثاني

علاج البطالة من منظور التربية الاسلامية

 

إن رأس المال لأي أمة هو نتيجة لجهد أبنائها، وعملها؛ من أجل العيش في حياة كريمة، ولم يغفل الإسلام عن تقديم الحلول والعلاج لجميع المشاكل التي تقف في طريق تقدم أبناء الإسلام العظيم، ومن هذه المشكلات البطالة في المجتمعات العربية، وفي هذا المبحث سوف نتحدث عن وسائل العلاج لمشكلة البطالة من منظور إسلامي، حيث اهتم الإسلام بذلك اهتماماً كبيراً ، ومن هذه الطرق؛ ما يلي:

 

أولاً: الزكاة علاج للبطالة([26]) :

تعتبر الزكاة حق وليس منة أو تفضلاً من الأغنياء على الفقراء؛ بل إن الأغنياء إذا لم يؤدوها عوقبوا على ذلك، ويجب على ولي الأمر أن يحصلها منهم بالقوة إن أنكروها، أو أبوا أن يؤدوها، كما فعل أبو بكر الصديق (رضي الله عنه)، عندما حارب المرتدين بسبب منعهم للزكاة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وللزكاة دور في علاج البطالة ؛كما يلي  ([27]):

 

1-      الزكاة تقوم بعملية إعادة توزيع الدخل، فهذا يقلل من حدة التفاوت في الدخول؛ مما يؤثر بشكل إيجابي على تقليل البطالة.

2-           تقوم الزكاة بعملية نقل وحدات من دخول الأغنياء إلى الفقراء.

3-      إن دور الزكاة يظهر جلياً عندما يكون هناك إنسان لديه مهنة، أو حرفة ولكنه يحتاج إلى الأدوات والآلات اللازمة لهذه المهنة ولا يجد المال ليشتري به ما يريد، وهنا يأتي دور الزكاة وتتجلى وظيفتها، وتعتبر الزكاة مصدر من مصادر تمويل المشاريع لكل ذي تجارة، أو حرفة تحتاج إلى مال، ولكنه غير موجود، وتكمن وظيفة الزكاة الحقيقية في تمكين الفقير من إغناء نفسه بنفسه، بحيث يكون له مصدر دخل ثابت يغنيه عن طلب المساعدة من الغير؛ فمن الممكن إعطاء العاطل القادر على العمل ما يمكنه من العمل أو يدربه على عمل لا يجيده يحترفه أو يعيش منه.

4-     إقامة مشروعات جماعية ؛كمصانع أو متاجر، أو مؤسسات تعمل على خلق فرص عمل لهؤلاء العاطلين عن العمل، ولكي تنجح هذه المشاريع لابد من ضخ أموال لدعم القطاعات الصناعية، والحرفية ، والزراعية والخدماتية والتجارية؛ لتستطيع إيجاد فرص عمل مستقرة لقطاعات أوسع من العمل تعتمد على أساليب إنتاجية محلية وبرؤوس أموال ذات مردود اجتماعي تعمل على مساعدة العمال على امتلاك المصانع الصغيرة، والورش.

 

ثانياً: الدعوة إلى تعلم الحرف ( المشاريع الصغيرة وإدارتها)([28]):

روى الإمام البخاري عن أنس بن مالك أن رجلاً من الأنصار أتى للرسول صلى الله عليه وسلم فسأله (أي سأله حاجة)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما في بيتك شيء" ، فقال الأنصاري: بلى ، حلس (أي كساء غليظ) نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وإناء نشرب فيه الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ائتي بهم" فأتاه بهم فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال:" من يشتري هذه" فقال رجل: أنا فأخذهما بدرهمين فأعطاها إياها رسول الله، فأخذها منه وأعطاها للأنصاري وقال: " اشتري بأحدها طعاماً فانبذه إلى أهلك واشتري بالآخر قدوماً فائتني به، فأتاه به فشد به رسول الله عوداً بيده، ثم قال: "اذهب واحتطب وبع ولا أرينك إلا بعد خمسة عشر يوماً"، ففعل الرجل وعاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد انقضاء المدة وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها الآخر طعاماً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا خير لك من أن تجيء والمسألة نكته في وجهك يوم القيامة"([29]).

وجه الاستدلال:

استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستراتيجيات التي سبق بها الإسلام كل النظم التي لم تعرفها البشرية إلا بعد قرون طويلة من ظهور الإسلام، وهي:

 

1- لم يعالج الرسول صلى الله عليه وسلم السائل المحتاج بالمعونة المادية الوقتية.

2- لم يعالج الرسول صلى الله عليه وسلم المشكلة بالوعظ المجرد والتنفير من المسألة.

3- جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآلية أن يعالج مشكلته بنفسه وبشكل ناجح.

4- تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل السائل وللبشرية بضرورة استغلال الموارد المتاحة وإن صغرت في حجمها أو نوعها.

5- إرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل للعمل الذي يناسب شخصيته وقدرته، ومهارته وظروفه و البيئة التي يعيش فيها.

6- أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم فترة زمنية خمسة عشر يوماً ليعرف مدى ملاءمة هذا العمل للرجل، وهل يحتاج لعمل آخر أم لا.

7- هيئ الرسول صلى الله عليه وسلم له ظروف العمل وآلته عندما أخذ الآلة وشدها بحبل.

8- أوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس الرجل روح المبادرة للعلم وتحدي الصعاب.

9- أصبح هذا الرجل صاحب لمشروع صغير بلغة العصر الحديث.

وينبغي في الوطن العربي أن تتكاثف فيه جهود المؤسسات المعنية من حكومة، وقطاع خاص،ومؤسسات أكاديمية ومالية للقيام بالمساعدة في تهيئة ظروف العمل للعاطلين عنه، كما يلي([30]) :

أ‌.       الاهتمام بتدريب العمالة العاطلة على طرق جديدة ومهارات يستطيعون بعدها الاعتماد على أنفسهم، والتركيز على المهن التي تحتاج إلى الأساليب الفنية والتكنولوجية لمراعاة روح العصر الحالي، بالإضافة إلى العمل على تعزيز قدرات المتدربين إلى المستوى  الماهر الحرفي بمشاركة المؤسسات الصناعية والتجارية في عملية التدريب وإنشاء وحدات وبرامج تدريبية متخصصة بذلك ، والقيام بتحديث وتوسيع مجالات إعادة التدريب للخريجين الجدد خاصة للتخصصات التي تعاني من بطالة كبيرة.

ب‌.      مساعدة العاطلين عن العمل على القيام بمشروعات خاصة بهم، كما فعل عليه الصلاة والسلام، وذلك بتوفير رؤوس الأموال لهم سواء عن طريق أموال الزكاة، أو القروض الحسنة، ومساعدتهم في تصريف منتجاتهم، وتزويدهم بالخدمات بأسعار مناسبة لضمان سير عملهم.

ت‌.      الاعتماد على وسائل الإعلام من إذاعات وأجهزة مرئية وصحف ومجلات لتوضيح أن الحرفة عمل شريف لا ينتقص من قيمة العامل بها؛ بل بالعكس تجعله يشعر بأنه إنسان له قيمة ووجود في الحياة ويساهم في بناء المجتمع، فقد قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: " إن النفس إذا أحرزت قوتها استقرت" ([31]).

ث‌.      تأمين حقوق العمال أي الأجر مقابل العمل، وذلك بوجود نقابات عمالية تقوم بدورها على أكمل وجه، مع مساواة جميع العاملين المنتسبين لها دون تفرقة بينهم.

ج‌.      معاونة العاطلين على العمل في إعداد دراسات جدوى لكل مشروع يعتزمون القيام به بعد حصولهم على دورات تدريبية لتعليم حرفة ما للتأكد من إتقان العامل للحرفة ولضمان نجاح المشروع من ناحية اقتصادية وتحقيقه لعوائد مالية.

ح‌.      العمل على إمداد الشباب بالآلات والمعدات اللازمة، وتوفير مستلزمات الإنتاج لهم في الوقت المناسب والسعر المناسب.

خ‌.                  المساعدة في تسويق منتجاتهم إذا كانت مشاريع إنتاجية؛ كمصانع الخياطة مثلاً .

د‌.       أن تعمل الدولة على منح إعفاءات ضريبية لهذه المشاريع وتقديم، تسهيلات لدعم إنتاجهم وزيادة قدرتها على النمو والاستمرار، وتقديم الحوافز الاستثمارية لهم، والعمل على دعمهم.

ذ‌.       إعطاء المؤسسات الأكاديمية المختصة دورات في إدارة هذه المشاريع والتركيز على كيفية التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة وقيادة هذه المشاريع لضمان نجاحها إدارياً.

 

 

ثالثاً: نظام (إحياء الأرض الموات)([32]) :

وقد قام به صلى الله عليه وسلم، وسيدنا على ابن أبي طالب، وهو عبارة عن منح قطعة من الأرض للعاطلين عن العمل لاستصلاحها، وتقر الشريعة الإسلامية إلى أن من أحيا أرضاً فهي ملك له، وبالتالي هذه مكافئة له إذا استصلحها بالزراعة ،أو البناء، ومن ثم يتحقق هدف إعمار الأرض التي خلق الله الناس لأجله بعد تحقيق هدف العبادة.

 

 

رابعاً : الوقف الخيري :

الوقف في اللغة: الحبس والمنع([33]).

والوقف في الشرع: حبس مال يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه، بقطع التصرف في رقبته على مصرف مباح([34]).

والأصل في ذلك ما روي عن ابن عمر، قال: أصاب عمر بن الخطاب أرضاً بخيبر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: لم أصب مالاً – قط – هو أنفس عندي منه، فما تأمرني به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن شئت حبست أصلها، وتصدقت بها([35]) "فتصدق عمر بها للفقراء، وهذه كانت أول وقف في الإسلام ولم يكن معروف هذا النظام في الإسلام، ولقد حثت السنة النبوية عليه وشجعت على ذلك فقد روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له([36])".

 

خامساً: الدعوة إلى العمل الصالح ، وترك التواكل([37]):

المسلم في المجتمع الإسلامي مطلوب منه أن يعمل، ومأمور أن يمشي في مناكب الأرض ليكسب مالاً ويسد به حاجاته، ويحفظ به ماء وجهه، ويكون عزيز النفس، عفيف الطبع، ولا يجوز له الإعراض عن العمل فإذا لم يكن للفرد عمل لنفسه لا ضير ولو عمل عند غيره، لما روي عن أبي ذر الغفاري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل، قال " إيمان بالله وجهاد في سبيله ، قلت : فأي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمناً ، وأنفسها عند أهلها ،قال: فإن لم أفعل قال: "تعين ضائقاً أو تصنع لأخرق"([38] ).مما سبق يتضح أنه لابد للشباب  العاطل عن العمل أن يعمل، ويبحث عن العمل وعن منافذ الرزق، ولا يجوز له أن يكون عالة على غيره، وعبئاً على المجتمع يأخذ من الحياة ولا يعطيها.

والمسلمون اليوم لن يصنعوا قراراتهم بأنفسهم ولن يستعيدوا قدراتهم  إلا إذا أكلنا من عمل أيدينا، واعتمدنا على الله، ثم على أنفسنا.

بالإضافة إلى ذلك فعلى الشباب  ألا ينتظر العمل المناسب له؛ بل يجب عليه استغلال الوقت والعمل بما هو متاح لديه، أفضل له من أن يصنف ضمن البطالة ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: " والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبل فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله، أعطاه أو منعه" ([39])، ولا يجوز  له أن يبقى ينتظر الفرج والرزق من الله عز وجل؛ بل لابد من السعي والبحث في كل مكان وعدم التواكل؛ لقول سيدنا عمر رضي الله عنه : " السماء لا تمطر ذهباً" ([40])

سادساً: الحث على القرض الحسن([41]):

 قال عليه الصلاة والسلام ليلة أسرى به: رأيت على باب الجنة مكتوب الصدقة بعشرة أمثالها، والقرض بثمانية عشر، فقلت: يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة، قال عليه الصلاة والسلام: لأن السائل يسأل وعنده ، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم ما من مسلمة يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كانت كصدقتها مرة" ([42])، فلخفض نسبة البطالة يحتاج المجتمع إلى تمويل المشروعات الصغيرة، وهنا يجب التركيز على تقديم القروض الحسنة من المصارف الإسلامية ومؤسسات الإقراض الإسلامية، والبعد عن القروض بأسعار فائدة الربا؛لأن أسعار الفائدة (الربا) تعتبر سياسات غير مجدية، وارتفاع الفائدة يجعل المستثمرين الصغار (العاطلين عن العمل الذين توجهوا نحو المشروعات الصغيرة والحرف)، يحجمون عن الاقتراض ومن ثم الاستثمار.

 

سابعاً: اعتماد التخطيط السليم كأداة أساسية لإدارة عملية التنمية:([43])

من وسائل العلاج التي قدمها الإسلام لعلاج البطالة في المجتمعات المسلمة، ضرورة التركيز قبل وضع خطط التنمية بأن يتم تحديد الأهداف الأساسية للتنمية، والعلاقات الرئيسية بين الموارد والاستخدامات والقرارات الملزمة لتوجيه الخطة، والاستمرار في عملية متابعة نتائج الخطة وتعديلها في اتجاه بلوغها أهداف الخطط التنموية.

 

ثامناً: تنمية روح المبادرة والريادة لدى العاطلين عن العمل من الشباب:([44])

من الأساليب الملائمة لعلاج البطالة , ضرورة العمل على تعزيز وتنمية روح المبادرة وتنشئة الشباب على تحمل مخاطر إنشاء مشروعات جديدة خاصة بهم، وتعلمهم حرف واكتسابهم لمهارات جديدة، والبعد عن العشوائية والعفوية التي تحيط بهم، ويحتاج المجتمع  إلى ضرورة توفر مناخ حاضن وداعم، ونظام تعليمي قادر على تنمية هذه الروح لدى الشباب، وتوفر له المكونات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والنفسية التي تتطلبها ممارسة الأعمال الحرة، وإقامة المشاريع الصغيرة وإدارتها بنجاح، وهو ما يسمى بالتنمية الذاتية وتنمية القدرات لدى الإنسان والعمل على إيجاد حاضنات لتبني أفكار هؤلاء الشباب.

 

 

 

 

تاسعاً: الاستخدام الرشيد للموارد المتاحة:([45])

أي عملية إنتاجية لكي تنجح تحتاج إلى ستة موارد أساسية، وهي عناصر الإنتاج ويطلق عليها (6M,S)، وتتمحور في المال، والأيدي العاملة، والسوق والآلات والمعدات والإدارة السليمة ، وحتى تستغل هذه الموارد بشكل عام جيد يلزم، ما يلي:

1-      الموارد وهي ملك لله، وللأفراد حق ملكية الانتفاع، ويجب عند الانتفاع بها أن نلتزم بشريعة المالك الحقيقي لها وهو الله، لقوله تعالى: " اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ " ([46]).

2-                عدم العمل على تعطيل هذه الموارد بأي حال من الأحوال سواء بالإهمال أو غيره.

3-                عدم الإسراف في استخدام هذه الموارد حتى لا يؤدي إلى تقليل المنافع فيها.

4-                لا يجوز أخذ الموارد التي تحقق منفعة عامة أو احتكارها؛ لأنها وجدت دون جهد الإنسان.

5-      الاستخدام السيئ لهذه الموارد سبب رئيسي في انخفاض مستوى النشاط الاقتصادي،ومن ثم انخفاض مستوى التشغيل وبالتالي زيادة البطالة.

6-       العمل على تنمية هذه الموارد، وذلك بالاهتمام بالقطاعات الاقتصادية المختلفة سواء الزراعية، أو الصناعية ،أو الخدمية ،أو التجارية.

عاشراً: حسن إدارة الوقت([47]) :

أغلب مسلمي اليوم يسيئون إدارة الوقت، بالرغم من نظرة الإسلام إلى الوقت، وإعطاءه أهمية كبيرة، فيضيع الشاب العاطل عن العمل عمره ووقته وهو ينتظر فرصة العمل التي تتناسب مع المواصفات التي يضعها ومع مؤهله العلمي الذي حصل عليه ويترقب ويكون قد ساهم في إهدار لطاقته التي يحتاج إليها المجتمع، ومن ثم يحرم المجتمع منها.

إحدى عشر: استخدام الطاقات المعطلة في المجتمع :

إن قيام القطاع الخاص باستخدام الطاقات المعطلة لديها من خلال تشغيل المصانع المتوقفة، أو رفع نسبة تشغيل المصانع الحالية مع الأخذ بعين الاعتبار مناسبة المناخ الاقتصادي الاستثماري لتصريف المنتجات بالإضافة إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي .

اثنى عشر: موافقة وملائمة فلسفة التعليم العالي في الجامعات والمعاهد  مع سوق العمل:

ويكون بفتح التخصصات التي يحتاج لها سوق العمل ، والبعد عن التخصصات التي بها ارتفاع في نسبة العاطلين عن العمل.

 

ثالث عشر: قيام رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال بمسؤولياتهم تجاه المجتمع ([48]) :

يحتم الدين الإسلامي على رجال الأعمال وغيرهم من العمل على محاصرة البطالة من جميع جوانبها بأي أسلوب يرونه ملائماً يسهم في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، التي تؤدي إلى انحرافات الشباب من الخريجين، وهذا الأمر ليس تبرعاً منهم، أو تجملاً؛ بل هو من باب أداء فريضة دينية معروفة في الإسلام؛ لقوله تعالى: " َتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"([49])، وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه " ([50]).

 رابع عشر: التشجيع على الادخار وتحويل هذه المدخرات إلى الاستثمارات:([51])

الادخار لا يعني حبس المال وكنزه، حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وهذا المنع أو الحبس للمال يخالف تعاليم الله والرسول صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: " َالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " ([52])، وتوعد الله من يفعل ذلك في قوله تعالى: " يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ" ([53]) كما قال صلى الله عليه وسلم:"ما من يوم يصبح العبد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً"([54])، ومن هنا يتضح أن الإسلام قد عمل على تشجيع الاستثمار وتنمية قدرات إدارية وبشرية قادرة على تحقيق التنمية بكافة أشكالها، ومن ثم النهوض بالأمة الإسلامية.

النتائج والتوصيات

النتائج:

من خلال الدراسة تم التوصل إلى النتائج الآتية:

5-   إن الزكاة تشكل مصدراً من مصادر التمويل التي من الممكن أن تساهم في دعم وتمويل المشاريع الصغيرة.

6- إن المشروعات الصغيرة من أكثر الآليات التي تناسب خريجي الجامعات، والمعاهد، والأفراد الذين ليس لديهم مهنة للتقليل من نسبة البطالة بين صفوفهم.

7- تشجيع الإسلام لرجال الأعمال والمستثمرين على محاصرة البطالة من جميع جوانبها بأي أسلوب يرونه ملائماً يعمل على القضاء على البطالة.

8- محاربة الإسلام للاكتناز بالوسائل التي لها دور فعال في محاربة البطالة، حيث عمل على توجيه المدخرات إلى الاستثمار ومن ثم خلق فرص عمل للعاطلين عن العمل.

9-  هناك حاجة لوجود برامج تدريبية تمنح العمال العاطلين عن العمل حرف أو مهارات جديدة تساعدهم على إيجاد فرص عمل لهم.

10-                        ضرورة عدم انتظار العاطل عن العمل لوظيفة مناسبة له؛ بل إذا وجد وظيفة  يجب العمل بها.

11-        التركيز علي موافقة وملائمة فلسفة التعليم في الجامعات مع متطلبات سوق العمل, حيث تقلل من نسبة البطالة.

12-        الحاجة لتخطيط السليم قبل البدء بوضع خطط تنموية والعمل على التنسيق بين الموارد والقرارات اللازمة لتوحيد هذه الخطط.

 

التوصيات:-

1-    ضرورة قيام المؤسسات العامة والخاصة والأهلية بدورها تجاه العاطلين عن العمل وتشجيعهم بخلق فرصة عمل لهم.

2- العمل على إعطاء دورات تدريبية، وأن تكون هناك برامج للتدريب تهدف إلي خلق فرص عمل لمساعدة العاملين العاطلين عن العمل في أن يكونوا هم أصحاب المشاريع الصغيرة.

3-  دعم  الشباب ومساعدتهم لخلق فرص عمل لهم من خلال تقديم أموال لهم لفتح مشاريع،عن طريق لجان الزكاة في المجتمع.

4-   ضرورة التركيز علي افتتاح مشاريع صغيرة كأسلوب اثبت نجاحه في كثير من دول العالم المتقدم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

1-              ابن ماجه, أبو عبد الله بن يزيد القزويني 270هـ, سنن ابن ماجه, دار الحديث, القاهرة ,سنة 1414ه _1994م.

2-     البخاري , أبو عبد الرحمن, (ت256ه), صحيح البخاري مطبوع بهامش فتح الباري, تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي, ط السلفية.

 

3-              الطبراني ,سليمان بن أحمد, معجم الأوسط, ط1, مكتبة المعارف, الرياض: (1406ه, 1956م).

4-              النيسابوري : مسلم بن حجاج القشيري, صحيح مسلم, دار الحديث, ط1, 1991م.

5-              ابن منظور: لسان العرب، ط بيروت ، دار الشروق ، 1406 هـ، 1986م.

6-              الفيروز أبادي: العلامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي، ط1 ، بيروت ، مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية 1407هـ  - 1987 م .

7-                زيد محمد الرماني ،  البطالة العمالة العمارة من منظور إسلامي , , دار طويق , الرياض , ط1 , 1422هـ

8-              مقداد يالجن , أهداف التربية الإسلامية وغايتها

9-              عمر حكمت ياسين , البطالة ومنهج التربية الاسلامية في معالجتها , رسالة ماجستير , الجامعة الاسلامية  , 1430 هـ

10-         خالد الزواوي , البطالة في الوطن العربي ,  طبعة مجموعة النيل  العربية , القاهرة , ط1 , 2004م

11-    لبيب شقير , تاريخ الفكر الاقتصادي , طبعة نهضة مصر , القاهرة .

12-         خالد النويصر , بطالة خريجي مؤسسات التعليم العالي السعودي , واقعها وأسبابها والحلول  , رسالة دكتوراة , جامعة أم القرى 

13-         علي نجا , مشكلة البطالة وأثر برنامج الإصلاح الاقتصادي  عليها , طبعة الدار الجامعية , الاسكندرية , مصر , ط1 , 2005م

14-         زياد عربية , البطالة في الوطن العربي أسبابها أنواعها آثارها معالجتها , مجلة تجارة الرياض ,  العدد 476  , جماد الأولى 1422هـ 

15-         إمارة منطقة المدينة المنورة , البطالة الأسباب وطرق المعالجة , ط2 , 1425هـ

16-         نبيل النواب , نادر الفرجاني , مستقبل التعليم والبطالة في الوطن العربي ,طبعة دار طلاس والمعهد العربي , ط1 , 1988

17-    محمد أبو ليلة , مشكلة البطالة وكيف عالجها الإسلام ، ، مجلة الإسلام، عدد 53، لسنة 2005م.

18-         عوف الكفراوي, أموال الزكاة في البنوك الإسلامية وأثارها في التنمية الاقتصادية، الإسكندرية: بحوث في الاقتصاد الإسلامي، مؤسسة الثقافة الجامعية ، 2000 م

19-         نهاد عبيد،  البطالة والتسول بين السنة النبوية الشريفة وبين القوانين الوضعية المعاصرة، الكويت: مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، الإسكندرية: الدار الجامعية للنشر، ط1 ، 2000م.

20-         أحمد ماهر،، تقليل العمالة، الإسكندرية, الدار الجامعية للنشر، ط1، 2000م.،

21-         وهبة الزحيلي, الفقه الإسلامي وأدلته, دار الفكر, الطبعة الثالثة, 1405- 1985م.

22-         مخيمر وآخرون: دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة في معالجة مشكلة البطالة بين الشباب في الدول العربية.

23-         سهير عبد العال, البطالة من منظور إسلامي ، القاهرة: مجلة الأزهر البحوث الإسلامية، العدد 8، الجزء 8 ، 1994م.

24-         خضير: سياسات وزارةا لتربية والعلم العالي الفلسطينية ، آثارها ودورها في حل مشكلة البطالة .

25-          عبدالمحسن الماضي ,  البطالة .. نريد حلاً سريعاً لامؤلماً مسارات علاج المشكلة , طبعة مركز القيادة الادارية , الرياض , ط1 , 1429هـ

26-         ج . د . ن . ورسك , البطالة مشكلة سياسية اقتصادية , ترجمة : محمد عزيز , ومحمد سالم كعيبة ، طبعة منشورات جامعة قاز يونس ,  بنغازي _ ليبيا

 



[1] )  نقلاً عن أطلس العالم الاسلامي , موقع  العالم الاسلامي : www.lyceeemir.s5.com/divl.htm  , 2004
[2] )  زيد محمد الرماني ،  البطالة العمالة العمارة من منظور إسلامي , , دار طويق , الرياض , ط1 , 1422هـ , ص14
[3]  )  مقداد يالجن , أهداف التربية الإسلامية وغايتها , ص 20
 
[4] ) زيد محمد الرماني , البطالة العمالة العمارة من منظور إسلامي , ص 21 , دار طويق الرياض , ط1 , 1422هـ ـ 2001م
[5]  )  صحيح البخاري , كتاب المغازي , باب غزوة الطائف ,  4 / 1574  , حديث رقم ( 4076 )
[6] ) ابن منظور , لسان العرب ، مادة  ب ط ل 11/56 , والفيومي , المصباح المنير 1/51-52
[7] ) الشطي : ظاهرة البطالة وطرق علاجها ، ص 4.
[8] ) منظمة العمل الدولية : دورة 71لعام 1985، ص85 .
 
[9]  ) عمر حكمت ياسين , البطالة ومنهج التربية الاسلامية في معالجتها , رسالة ماجستير , الجامعة الاسلامية  , 1430 هـ , ص90- 99
[10] ) خالد الزواوي , البطالة في الوطن العربي ,  طبعة مجموعة النيل  العربية , القاهرة , ط1 , 2004م , ص 93 – 98
[11] ) لبيب شقير , تاريخ الفكر الاقتصادي , طبعة نهضة مصر , القاهرة , ص 151
[12] ) خالد النويصر , بطالة خريجي مؤسسات التعليم العالي السعودي , واقعها وأسبابها والحلول  , رسالة دكتوراة , جامعة أم القرى , ص 59-62
[13] ) علي نجا , مشكلة البطالة وأثر برنامج الإصلاح الاقتصادي  عليها , طبعة الدار الجامعية , الاسكندرية , مصر , ط1 , 2005م ص 155
[14] )  خالد محمد الزواوي , البطالة في الوطن العربي المشكلة والحلول , طبعة مجموعة النيل العربية , القاهرة , ط1 , 2004م ,   ص 24
[15] ) زياد عربية , البطالة في الوطن العربي أسبابها أنواعها آثارها معالجتها , مجلة تجارة الرياض ,  العدد 476  , جماد الأولى 1422هـ  , ص57
[16] ) علي نجا , مرجع سابق , ص 152
[17] ) المرجع السابق
[18] ) المرجع السابق , ص151
[19] ) ابن عثيمين , أسئلة الأسرة المسلمة , ص29
[20] ) إمارة منطقة المدينة المنورة , البطالة الأسباب وطرق المعالجة , ط2 , 1425هـ ص49-55 , عبدالمحسن الماضي , البطالة .. نريد حلاً سريعاً لا مؤلماً , ص 14 -15
[21] ) ج . د . ن . ورسك , ص91-92
[22] ) على نجا , مرجع سابق , ص161
[23]  ) المرجع السابق , ص 161 - 162
[24] ) المرجع السابق , ص162
[25] ) نبيل النواب , نادر الفرجاني , مستقبل التعليم والبطالة في الوطن العربي ,طبعة دار طلاس والمعهد العربي , ط1 , 1988 ص111
([26] ) محمد أبو ليلة , مشكلة البطالة وكيف عالجها الإسلام ، ص108، ومجلة الإسلام، عدد 53، لسنة 2005م.
([27] )  عوف الكفراوي, أموال الزكاة في البنوك الإسلامية وأثارها في التنمية الاقتصادية، الإسكندرية: بحوث في الاقتصاد الإسلامي، مؤسسة الثقافة الجامعية ، 2000 م ، ص304
([28] )  نهاد عبيد،  البطالة والتسول بين السنة النبوية الشريفة وبين القوانين الوضعية المعاصرة، الكويت: مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، الإسكندرية: الدار الجامعية للنشر، ط1 ، 2000م.، ص107.
([29] ) أخرجه  أبو داوود في سننه ح (1641)كتاب (  الزكاة) ، باب (  ما تجوز فيه المسألة) ، 4/449 ،أحرجه ابن ماجة في سننه ، ح ( 2198) ، كتاب (التجارات )، باب ( بيع المزايدة )، 2/740.
([30] )  أحمد ماهر،، تقليل العمالة، الإسكندرية, الدار الجامعية للنشر، ط1، 2000م.، ص356
([31] ) عن سفيان بن عينية، عن ابن عتبة، كتاب إصلاح المال، باب إن النفس، إذا أحرزت قوتها استقرت، 1/92.
 
([32] )  وهبة الزحيلي, الفقه الإسلامي وأدلته, دار الفكر, الطبعة الثالثة, 1405- 1985م.، 5/503.
([33] )  الفيروز آبادي: القاموس المحيط ، 2/1144
([34] )  وهبة الزحيلي, الفقه الإسلامي وأدلته، مرجع سابق 4/60
([35]) أخرجه  البخاري في صحيحه ، ح( 2532) ،. كتاب (الشروط )، باب (الشروط في الوقف،) 9/263،
([36] ) أخرجه الترمذي في سننه ،ح(1297)، كتاب( الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، باب( الوقف. )،5/243
([37] )   نهاد عبيد , البطالة والتسول بين السنة والقوانين الوضعية، مرجع  سابق ,ص110.
([38] ) أخرجه البخاري في صحيحه، ح (2334)، كتاب (المغازي) ، باب( أي الرقاب أفضل)، 8/440.
([39] ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: ، ح (1354) ، باب مسند (أبو هريرة رضي الله عنه) ، 57/15.
([40] ) كتاب إحياء علوم الدين ، باب فضل الكسب والحث عليه، 1/410.
([41] )  نهادعبيد , البطالة بين السنة والقوانين الوضعية، مرجع سابق ,ص115.
([42] ) أخرجه ابن ماجة في سننه، ح (2421) ، كتاب (الاحكام ) ، باب (القرض)  7/276.
([43] )  بدوان : التعليم والبطالة ، ص89.
([44] )  مخيمر وآخرون: دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة في معالجة مشكلة البطالة بين الشباب في الدول العربية، ص84.
([45] )  سهير عبد العال, البطالة من منظور إسلامي ، القاهرة: مجلة الأزهر البحوث الإسلامية، العدد 8، الجزء 8 ، 1994م. ص 1347/8.
([46] ) سورة ابراهيم : آية 32 .
([47])  خضير: سياسات وزارةا لتربية والعلم العالي الفلسطينية ، آثارها ودورها في حل مشكلة البطالة، ص118.
([48] )  المرجع السابق، ص119، والزاوي : البطالة في الوطن العربي ، المشكلة والحل ، ص106.
([49] ) سورة المائدة: من الأية 2.
([50] ) أخرجه ابن مسلم في صحيحه،ح (4867)، كتاب (الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار)، باب(الاجتماع على تلاوة القرآن) ، 13/212،.
([51] )  سهير عبد العال: البطالة من منظور إسلامي،مرجع سابق . ص172.
([52] ) سورة التوبة: الآية 34.
([53] ) سورة التوبة: الآية 35.
([54] ) أخرجه البخاري في صحيحة، ح(1351) ، كتاب (الزكاة)، باب ( فأما من أعطى واتقى) 5/270 .